وطني أولا… ولائي بلا شروط بقلم: حنان مهدي 

الوطن ليس مجرد مكان نعيش فيه، بل هو روح تسري في دمائنا وهوية تميزنا أمام العالم.. هو الشعور الذي يملأ قلوبنا بالانتماء والاعتزاز، ويفرض علينا مسؤولية الحفاظ عليه والدفاع عن مصالحه.. وأن تكون مع بلادك يعني أن تكون مع الحق، مع العدالة، ومع البناء، حتى في أحلك الظروف وأكثرها تحديا.. أن تكون مع بلادك هو أن تكون جزءا من نسيجها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وأن تعمل على تطويرها والنهوض بها على الرغم من التحديات الكبيرة التي قد تواجهها.

 

“أنا مع بلادي” ليست مجرد شعار فضفاض يرفع للرد على المؤامرات والدسائس، بل هي موقف حقيقي يتجسد في الولاء الفعلي للوطن.. والولاء لا يعني الصمت عن الأخطاء، بل يتطلب السعي لإصلاحها والنهوض بمقدرات الوطن، فأن تكون مع بلادك يعني أن تحميها من كل خطر يهدد استقرارها، سواء من الداخل أو الخارج، وأن تعمل على تعزيز وحدتها وقوتها.

 

الوقوف مع الوطن لا يعني تبرير العيوب أو التجاهل، بل أن تكون ناقدا واعيا، يميز بين النقد الهادف والتهجم المضلل.. أن تكون مع بلادك يعني أن تدافع عن مصالحها، تدعم اقتصادها، وتساهم في تنميتها بكل ما تستطيع.

 

لقد حققت الجزائر خلال السنوات الأخيرة إنجازات ملحوظة على مختلف الأصعدة، سواء في مجالات الاقتصاد أو التعليم أو الصحة أو البنية التحتية.. لكن الأهم من ذلك، هو قدرتها في الحفاظ على الاستقرار والأمن بعد سنوات من التحديات الكبيرة، ومرور البلاد بمرحلة صعبة وحساسة، كانت مليئة بالمخاطر التي تهدد مستقبلها.. إلا أنها استطاعت الصمود، بفضل تلاحم الشعب وقيادته الحكيمة.

 

إن استقرار الوطن والأمن الذي ننعم به اليوم هو ثمرة جهود مستمرة وتضحيات كبيرة.. فالأمن ليس مجرد غياب الصراع، بل هو بيئة تسمح بتقدم وازدهار المجتمع، وهو الأساس الذي يُبنى عليه أي تطور.. وفي وقت تتقاطع فيه المصالح الدولية وتتشابك فيه التحديات الإقليمية، تبقى الجزائر نموذجا للصمود والقدرة على التغلب على الصعاب، محافظة على سيادتها ووحدتها.

 

“وطني أولا” ليس مجرد شعار نردده، بل عهد نحمله في قلوبنا، لنقف صفا واحدا أمام التحديات.. والوفاء للوطن ليس خيارا، بل هو واجب ينبع من انتمائنا، ومسؤولية نؤديها بفخر وإخلاص تكريما لشهداء ثورتنا المجيدة.

 

بقلم: حنان مهدي