بثت قناة الشروق نيوز يوم الثلاثاء التاسع من مارس، على الساعة السابعة مساء فيلما وثائقيا حول الشهيد البطل محمد بودية المسرحي والصحفي الذي دوخ الأجهزة الاستخباراتية العالمية بعد أن قاد منظمة أيلول الأسود في أوروبا و صار قائد العمليات الخاصة.
وكشفت الشروق على جوانب مهمة في حياة محمد بودية الذي كان قائد العمليات الخاصة في أوروبا للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وما أعطى للفيلم بعدا تاريخيا هو قيمة الشخصيات التي شاركت في إثراء النقاش على رأسهم مستشار الرئيس ياسر عرفات بسام أبو شريف الذي كشف عن أمور تتعلق بمحمد بودية اطلع عليها الجمهور لأول مرة، فضلا عن شخصيات رافقت الشهيد في كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي ثم القضية الفلسطينية وبعضهم ما زال مطاردا إلى اليوم.
والجميل في هذه الشخصية التي لا يعرفها الكثير من الجزائريين خاصة من الجيل الجديد أنه كاتب صحفي وممثل ومخرج مسرحي استطاع أن يوظف كل مواهبه خدمة في القضية الفلسطينية وشكل صداعا حقيقيا لحكومة الكيان التي صار جنرلاتها يعقدون اجتماعات برئاسة رئيسة الوزراء في تلك الفترة غولدا مائير للبحث عن وسيلة يتم من خلالها القضاء على محمد بودية الذي أطلق عليه الجنرال الصهيوني يوسف هرملن الشبح بينما كانت تسميه غولدا مائير صاحب اللحية الزرقاء.
وللتذكير فإن الفيلم أخرجه وكتب نصه الصحفي والروائي محمد دلومي الذي انظم لقناة الشروق، وفي تصريح لقناة “دزاير توب”، صرح دلومي أنه سيفاجئ المشاهد الجزائري بأعمال وثائقية سينفض من خلالها الغبار على شخصيات تاريخية هامة تركت بصمتها في التاريخ الجزائري.
يذكر أن الشهيد محمد بودية تم اغتياله من قبل جهاز الموساد الاسرائيلي بالاشتراك مع أجهزة مخابرات عالمية منها الدياستي الفرنسية بعد أن تم تفخيخ سيارته في الثامن والعشرين جويلية 1973، وقد حضر عملية الاغتيال وفقا للشريط الوثائقي رئيس جهاز الموساد شخصيا في تلك الفترة تسيفي زامير.