رغد صدام حسين الورقة الرابحة/ بقلم سارة بانة

رغد صدام حسين الورقة الرابحة/ بقلم سارة بانة

بعد اللقاء الأخير الذي بثته قناة الحدث والتي تعتبر قناة سعودية،  جدل كبير شغل مواقع التواصل الاجتماعي،  ثم تلته حملة إعلامية غير مسبوقة نشرت محتويات معظمها يصب في صالح عائلة الرئيس الراحل صدام حسين وعائلته.

الذي تتبع العلاقات بين الخليج والعراق في الماضي،  يدرك جيدا حجم المشاكل التي تعمقت أكثر في حرب الخليج،  صدام الذي كان يعتبر رمزا للقوة لدى مناصريه،  هو مجرم حروب في نظر الكثير من أبناء الخليج الذين عايشوا الحرب.

#شهادات:

يقول لي أحد الكتاب العراقيين إننا عانينا لفترة طويلة من تضييق،  لم يكن حسب شهادته سهل بث عمل في الخليج تحت اسم عراقي،  وكنا نضطر حتى لتسويق الأعمال تحت ٠نسيات عربية أخرى. . .

لماذا الآن؟

حملة إعلامية غير مسبوقة منحت دفعا كبيرا لحزب البعث العراقي،  سواء اتفقنا أم اختلفنا مع مضمون الحلقات التي بثت وشهادات #رغد_صدام_حسين إلا أن الكاريزما العالية التي تمتلكها تعتبر في حد ذاتها بطاقة قوية يمكن من خلالها إحياء رمزية الأب صدام حسين،  وكما هو معروف في السياسة التي تعتبر فن الممكن،  لا أحد يناقش المبدأ،  بل فن المقايضة يتم بين أصحاب الكروت،  ومن يمتلك بطاقات يحجز مكانته. . .

تعويل الخليج على الحروب ورهانه في كل مرة يغذي المد الإيراني عوض إسقاط العدو المستهدف،  فكل الحروب في المنطقة كانت بطاقات رابحة لإيران التي تسعى لإعادة السيطرة على الشرق الأوسط،  سقوط صدام حسين غذى إيران،  حرب اليمن نفس الشيء،  مقاطعة قطر فرصة أخرى لتركيا التي هي أيضا تبحث عن استعادة مجدها. . .

وبخسارة العراق،  خسرت الخليج ذرعا حاميا،  وساحة حرب. . .

يبدو أن إعادة البحث عن صدام آخر وبعثه من جديد أقل ضررا من فسح المجال لدولة تملك قوة التخطيط الذي تملكه إيران،  بالإضافة إلى تبنيها المذهب الشيعي الذي يعتبر جزء من تشكيلة المجتمعات الخليجية،  وفي هذا العالم،  من يملك عقيدة يملك جيوشا في كل مكان. . .

رغد صدام حسين قد تكون القائدة الأكثر قدرة على التأثير الإعلامي وإعادة تشكيل الفزاعة الفكرية على أسلوب المدرسة الصدامية،  فمن الطبيعي جدا أن تتبنى المؤسسات الخليجية هذه الورقة،  ومن المتوقع أيضا أن يعاد تمجيد العراق واحتواؤه مرة أخرى.

سارة بانة