المجلس الأعلى للدولة في ليبيا يقترح تأجيل الانتخابات الرئاسية بسبب “الانسداد الذي يواجه العملية”

كشف المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أنه اقترح تأجيل الانتخابات الرئاسية والنيابية المقرر إجراؤها الشهر الجاري، إلى فبراير 2022 بسبب “الانسداد الذي يواجه العملية الانتخابية”، حسب ما نقلته .

وصرح النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، عمر بوشاح، متحدثا في مقابلة لوكالة “سبوتنيك” الروسية، اليوم السبت: “الهدف من المبادرة، في هذا التوقيت، هو الانسداد الذي يواجه العملية الانتخابية والذي حذرنا منه في مجلس الدولة منذ فترة، وذلك لأن الانتخابات لم تبن على أسس دستورية وقانونية صحيحة”.

وأضاف بوشاح بقوله: “لذلك نعتقد أنها معرضة للانهيار مما سينعكس سلبا على استقرار البلاد… المبادرة مقدمة لكل الأطراف السياسية الوطنية التي تستشعر خطر المرحلة، وما ستؤول إليه في ظل انتخاب شخص واحد بصلاحيات واسعة بدون دستور”، مشيرا إلى أن “هناك من بين المترشحين للرئاسة، شخصيات مرفوضة، وأخرى مثيرة للجدل، وشخصيات مطلوبة للقضاء الوطني وللمحاكم الدولية”.

وأوضح المتحدث أن المفوضية الانتخابية تواجه تحديات وهي “الآن لا تستطيع إعلان القائمة النهائية للمرشحين بالإضافة لتحدي القضاء، ومعركة الطعون وإمكانية إجراء الاقتراع في ظل وجود شخصيات أجرمت في حق الليبيين من ضمن المرشحين وكل يوم تظهر تحديات جديدة”.

وكانت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا قد أعلنت، أمس السبت، أنها لن تنشر قائمة المرشحين الرئاسيين إلى أن تسوي بعض المسائل القانونية، الأمر الذي لا يترك متسعا كبيرا من الوقت قبل موعد الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر كانون الأول.

وعلى الرغم من أن معظم الشخصيات الليبية والأجنبية المشاركة في العملية واصلت الدعوة علنا إلى إجراء الانتخابات في موعدها، يقول السياسيون والمحللون والدبلوماسيون في أحاديثهم الخاصة إن تحقيق ذلك سيكون بالغ الصعوبة.

وأي تأجيل طويل للانتخابات قد يزيد من خطر انحراف عملية السلام الأوسع في ليبيا عن مسارها، وإن كان إجراء انتخابات يشوبها نزاع دون اتفاق واضح على القواعد أو المرشحين المؤهلين يشكل أيضا خطرا مباشرا على استقرار البلاد.

وقالت المفوضية العليا للانتخابات في بيان “نظرا لحساسية هذه المرحلة والظروف السياسية والأمنية التي تحيط بها فإن المفوضية سوف تحرص على استنفاذ جميع طريق التقاضي للتأكد من تطابق قراراتها مع الأحكام الصادرة فيها”.

ونظرا لأنه لم يتبق سوى أقل من أسبوعين على موعد الانتخابات، فلن يكون هناك متسع من وقت يكفي لإعداد قائمة نهائية بأسماء المرشحين من بين 98 سجلوا أسماءهم لخوض الانتخابات في ربوع ليبيا، وهو ما يمنح ميزة كبيرة للأسماء المعروفة بالفعل.

أحمد عاشور