كشف الصحفي الجزائري رؤوف حرز الله عن طلب خيالي تقدّم به المرتزق هشام عبود، بعد أن اقترح عليه إجراء لقاء تلفزيوني حول دور الجزائر الكبير في تحرير رهائن طائرة الجابرية الكويتية عام 1988.
وذكر حرز الله، في منشور له على صفحته الرسمية في فيسبوك، أنه كان ضمن فريق إعداد برنامج وثائقي لقناة العربية، حول اختطاف الطائرة الكويتية، “يتناول دور الجزائر الكبير في تحرير الرهائن و من بينهم أميرة سعودية أنذاك.”، حيث كانت مهمته التي كلفته بها القناة تتمثل في البحث في تفاصيل ما حدث في الجزائر.
وتابع الصحفي الجزائري بقوله: ” صديقي دلني على شخص قال إنه كان في المخابرات و من ضمن فريق التفاوض مع الخاطفين، يدعى هشام عبود”، وأكد له هذا الصديق أنه شاهده يتحدث عن الموضوع في يوتيوب ثم أعطاه رقم هاتفه.
وبعد أن اتصل رؤوف حرز الله بالمدعو ” هشام عبود “، وعرض عليه إجراء مقابلة تلفزيونية قصيرة حول تفاصيل القصة، و كيف نجحت الجزائر في تحرير جميع الراهائن دون إراقة قطرة دم، كانت صدمته كبيرة وهو يسمع ردّه على سؤاله: “هل تدفع !؟؟”، وعندما استفسر عن المقابل، صعق أكثر حينما أجابه عبود بأنّ أجره لا ينبغي أن يقل عن عشرة آلاف دولار بأي حال من الأحوال.
الصحفي حرز الله عندما عاد إلى معدّ ومخرج البرنامج الوثائقي ليبلغه بالمستجدات، وبعد أن سرد عليه ما حصل له مع هشام عبود، “ذُهل من المبلغ ،، و ضرب أخماسا في أسداس”، واستغرب كيف أن هذا الضيف الذي من المفترض أنه سيكون مرحبا ببرنامج يتحدث عن صفحة ناصعة من صفحات الجزائر وهي تقدم خدمة جليلة للأشقاء العرب، إلا أنه طلب مقابلا ماديا بدل أن يبدي ترحيبه، من باب الوطنية، بالبرنامح الذي يروّج لبلده.
رؤوف حرز الله وبعد أن اهتدى، عن طريق العقيد السابق أحمد عظيمي، إلى شخصية جزائرية شاركت في مفاوضات تحرير رهائن طائرة الجابرية الكوتية، وهو “العقيد محمد الطاهر عبد السلام، وجد كل الترحاب منه بإجراء المقابلة التلفزيونية، حتى أنه أعطاه تفاصيل حصرية في غاية الأهمية، كما أنه قدم له جزيل شكره عن ما قام به من تسليط للضوء على قضية هامة لعبت فيها الجزائر دورا عظيما.
وبعد سؤال وجّهه حرز الله للعقيد محمد الطاهر عبد السلام عن دور المدعو هشام عبود في القضية، أجابه بأنه، ” كان وقتها شابا صغيرًا في طور محاولة اكتساب الخبرة .. و لم يضف شيئا”، لكن حرز الله أشار إلى أنه فهم من رد العقيد بأن المدعو هشام عبود “كان ” يخرط ” ويبالغ في الكذب ولا علاقة له بما يدعي”.
إن هذه الحادثة توضح إلى أي مدى يكون الفرق بين من يحب وطنه ويسعى لإبراز مآثره، ولو تطلب الأمر منه أن يدفع من ماله ويبذل من جهده ووقته كي يحقق ذلك، وبين من يكون آخر اهتمامه هو هذا الوطن، حيث أن لا همّ له سوى المال وفقط، وبعدها لا نستغرب حينما نجد المرتزق الخائن هشام عبود يقبض أتعاب الخزي والنذالة من المخزن ومن الصهاينة أيضا.
أحمد عاشور