لا يوجد انسان على سطح الأرض لا يسعى لتحقيق شيء معين، كل انسان له قصة تختلف عن الآخر وهناك من حقق مراده و مبتغاه وهناك من تعثر بين الدروب، ربما يندب حظه في هذه اللحظة ظنا منه أنه ليس محظوظا، بينما هي أرزاق من عند الله.
قد تحب شيئا بطريقة جنونية لكنك لم تحصل عليه لا لشيء سوى أنه قد يكون شرا و ليس خيرا ،و لو كنا نعلم ماذا يوجد في المستقبل و ماذا ستكشفه لنا الأيام لكنا حمدنا الله كثيرا لأنه يعلم كل شيء و يعلم الأفضل لنا.
فنحن في بعض الأحيان قد نفشل في اختيار الأفضل ،قد نحبذ عملا معينا لكنه ليس الأفضل ،قد نفشل فيه، قد نختار شخصا معينا ثم نكتشف مع الأيام أنه ليس المناسب، نتحسر في هذه اللحظة على كل شيء قد نفقده لكنه قد يكون شرا و قد يأتي الخير بعده.
لو كنا نعلم ماذا يخفي المجهول لما تحسرنا على المعلوم، قد نحترق بنار الحزن و الأسى على ابتلاء أصابنا لكن فيما بعد يأتي الرزق، كلها أرزاق بيد الله ،السعادة ،الحب ،العمل ،الصديق الصالح ،الراحة كلها بيده.
في هذه الدنيا قد نبتلى ،فالدنيا هي الابتلاء و من ثم الرزق، ثق بأنه بعد كل ابتلاء قد يأتي رزق جميل من عند الله يحمل في طياته الكثير، فقط لا تيأس بل حارب و تنفس بعمق و ثق بأن القادم سيكون أفضل و لأنه يحبك قد ابتلاك.
فقد ابتلى يوسف بسنوات الفراق و الجراح و من ثم رزقه بالشأن العظيم و العز و السلطان و قد ابتلى أيوب بالمرض و من ثم الشفاء و الغفران و المقام الرفيع و غيرها من القصص التي يسردها الواقع.
ربما نحن فقط مشكلتنا كبشر العجلة و التحسر لكن كل شيء فيه حكمة لا تعلمها ألا بعد مرور الأيام و الزمن و من غيره الأفضل تدبيرا.
ابتسم و ثق بأن رزقك و قدرك سوف يأتي و أنه لن ينساك.
فريهان طايع