تقول ملكة الإحساس الفنانة إليسا: “سنين وأنا عايشة في مشاكلي وعاملة إني ناسيها وحكموا عليا من شكلي ومن العيشة يلي أنا عايشاها”.
هذا حالنا في هذا المجتمع نرتدي كل يوم أقنعة السعادة و التظاهر بأننا بخير، بينما نحن نحترق كل يوم، بداخلنا نيران لا تنطفىء وبحر لا تكاد تنتهي أمواجه التى تزعزع أمننا واستقرارنا لكننا دائما نتظاهر بكوننا بخير ،خوفا من الكائدين و الحقودين فالبعض مصائبنا عندهم احتفالات.
ماذا عسانا أن نقول إلا أننا بخير ،نبتسم إبتسامة عريضة و نقول نعم نحن سعداء ،الحياة جميلة جدا و كل الأمور بخير لا توجد أي مشاكل ،حتى مشاكلنا صرنا نخفيها و كأن كل شىء بأيدينا حتى قدرنا
تقول اليسا
أنا اوقات أبان هاديه
ومن جوايا نار قايدة
ولو يوم اللي حسدوني
يعيشوا مكاني لو ثانية
ولو شافوا اللي أنا شفتو
هيتمنوا حياة تانية
ولو أحكي عن اللي أنا فيه
هتفرق ايه ايه الفايده
مثلما قالت هتفرق إيه إيه الفايدة ؟؟؟ فأوجاعنا عند البعض مكاسب ،و دموعنا عند البعض فرحة و انكسارنا عند البعض قوة
نحن مجبورين على الصمود حتى في قمة اوجاعننا يجب أن نضع مكياج على وجهنا لكي نخفي اصفراره بسبب الحيرة و الحزن و في الآن نفسه مكياج على نفوسنا لكي نتظاهر بالقوة.
في هذه الحياة كل يوم نتصارع لنحقق السعادة حتى الأشياء التى يحسدوننا بسببها لا تجلب السعادة.
المال لا يجلب السعادة ، النجاح لا يجلب السعادة ،الشهرة لا تجلب السعادة حتى الحب يجلب فقط سعادة وقتية ثم يترك ندبات وجروح لا تشفى مع الزمن و خيبة ظن و انكسار و وجع دائم
و تقول اليسا أيضا كتير أنا ببقى من جوايا بتألم
ومليون حاجة كاتماها بتوجعني
بيبقى نفسي أحكي لحد وأتكلم
وعزة نفسي هي اللي بتمنعني
كم مرة فتحت هاتفك نظرت لقائمة الأشخاص ،كلهم معارف، لا يمكنك حتى الإتصال بأحد لتبوح له بمشاعرك المدفونة حتى أقرب صديق لك ،تكتب رسالة ثم تحذفها لأنك ببساطة ستندم فيما بعد على ثقتك في أقرب المقربين ،أنت مجبور في هذه الحالة أن تعيش أوجاعك مع نفسك ،ابكي ما استطعت ،اصرخ ما استطعت ثم ابتسم و ضع مكياج و ارتدي أجمل ما عندك و اخطو خطواتك في وسط زحمة الناس ،و ووزع ابتساماتك على اليمين و اليسار ،أخبرهم أنك بخير و أنك أسعد مخلوق على وجه الأرض أو بدون حتى أن تخبرهم ،هم سوف يعجبون بساعتك ،بثيابك و ثمنها ،بجمالك ،بشخصيتك و مكانتك الإجتماعية ،سيعجبون بانجازاتك ،بأسمك ، بجذورك لكن لا يهم أنت في داخلك من تكون.
نعم هم منذهلين في مظهرك و شكلك الإجتماعي لا أحد يعلم من أنت مع أوجاعك ،من أنت مع وسادتك التى تشهد بدموعك وجروحك ،من أنت في بيتك بمفردك ،من أنت مع قلبك المكسور والمجروح ، لا يعلمون من أنت مع قدرك و صراعاتك لا يعلمون شيء