زار وفد جزائري يضًم مدراء بعض الوسائط الإعلامية الجزائرية، منهم المدير العام ومالك القناة الإلكترونية “دزاير توب”، السيد معمر قاني، الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهدف تعزيز علاقات التعاون مع مختلف المؤسسات الإعلامية الإيرانية، والتعرف على إنجازات الثورة الإسلامية في كل المجالات، خاصة وأن هذه الزيارة تزامنت مع الذكرى 45 لإنتصارها.
وأُستقبل الوفد الجزائري من قبل وزير الثقافة والإرشاد سابقا، ومدير مؤسسة إطلاعات الإعلامية، السيد عباس صالحی، والذي قال بأن الثورة الجزائرية المباركة شكّلت إلهاما للشعب الإيراني لقيادة ثورته، مشيرا إلى العديد من الأعمال التي نُشرت في إيران حول هذه الثورة المجيدة والخالدة.
كما ودعا إلى ضرورة التعاون الإعلامي، معتبرا بأن مؤسسته وإنطلاقا من مكانتها المرموقة في إيران، يمكن أن تكون نقطة بداية للتعاون المؤسس بين البلدين الشقيقين في كل الجوانب الإعلامية.
وأوصى السيد صالحي الإعلاميين بضرورة تسليط الضوء على الحرب الإبادية ضد قطاع غزة، وكشف الجرائم التي يمارسها جيش الإحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية، مشددا على ضرورة تعبئة الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي ضد هذه الممارسات الصهيونية باعتبارها جرائم حرب ضد الإنسانية، وبضرورة عقد أنشطة إعلامية وعلمية ومعرفية حول القضية الفلسطينية والصراع مع الصهاينة.
ومن بين النقاط الأخرى التي أشار إليها صالحي، نذكر إستخدام التكنولوجيا الحديثة في قطاع الإعلام، وتعزيز التفاعلات الثقافية والتكنولوجية بين البلدين، مشددا على أن السبيل لمواجهة الحرب الإعلامية والتدفق الإعلامي المعادي وضمان السيطرة المعلوماتية، خاصة وأن المجال الرقمي-الشبكي أصبح ملاذا لصناعة الأخبار والوقائع وفبركة البيانات، فضلا عن تزييف الأحداث وتركيب سياقاتها، هو رسم إستراتيجية إعلامية عصرية، ويكون ذلك من خلال التعاون الإعلامي وتضافر الجهود وخلق مضمون تكنولوجي رقمي يضفي زخما وقوة لأصواتنا.
وأوضح في هذا السياق بأن صناعة الأخبار الكاذبة أضحت ظاهرة أكثر تعقيدا في سياقها الرقمي، حيث تتشابك أبعاد تكنولوجية وإتصالية ومعلوماتية وعلمية وأمنية واستخبارية في صناعتها، بالإضافة إلى تدخل شبكة واسعة من الفاعلين والقائمين بالفبركة، مما يستدعي تطوير منظومة إعلامية متكاملة ومنسجمة، تشمل الفاعلين في هذا القطاع من مختلف الدول الشقيقة والصديقة.
وفي الختام، أشار الوزير السابق إلى أن إيران، كمركز للمشرق الإسلامي، يمكن أن تعمل إلى جانب الجزائر، كمركز للمغرب الإسلامي، على سد الفجوة الجغرافية من خلال التبادل الثقافي والمعرفي والتكنولوجي.
بقلم: د. هناء سعادة