الجزائر عام 2024: الرئيس تبون يقود تحولا تاريخيا نحو الاستقرار ونهضة شاملة

الجزائر عام 2024: الرئيس تبون يقود تحولا تاريخيا نحو الاستقرار ونهضة شاملة

حنان مهدي

 

في عام 2024، جدد الشعب الجزائري ثقته في إعادة انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون لعهدة ثانية، وهي سنة برزت فيها العديد من الإنجازات التي تعكس إرادة سياسية قوية للنهوض بالبلاد، وسط تحديات عالمية وإقليمية.. ومع قرب نهاية هذا العام، بات واضحا أن الجزائر تشهد تحولا تدريجيا نحو استقرار سياسي ونمو اقتصادي غير مسبوق، يعكس رؤية جديدة لمستقبل واعد.

 

استقرار سياسي: نموذج جديد للحكم

 

منذ تولي الرئيس تبون سدة الحكم، كان الهدف الرئيسي هو استعادة الثقة في المؤسسات الوطنية وتحقيق الاستقرار السياسي الذي طالما سعى إليه الجزائريون.. وفي عام 2024 تجسدت هذه الجهود في الانتخابات الرئاسية التي جرت في أجواء من الشفافية والنزاهة، حيث تمكنت الحكومة من تنظيم عملية انتخابية هادئة وسلمية، ما عزز من مصداقية النظام السياسي في أعين المواطنين.

 

لا تقتصر الإنجازات السياسية على هذا الجانب، بل امتدت إلى تعزيز صلاحيات المؤسسات الدستورية، بما في ذلك البرلمان والقضاء، ما يعكس التزاما واضحا بتنفيذ الإصلاحات التي أطلقها تبون عقب توليه الرئاسة.. هذا التوجه جعل الجزائر تقدم نموذجا للاستقرار السياسي في المنطقة، وهو ما يعد حجر الزاوية لإرساء دعائم الديمقراطية في البلاد.

 

الاقتصاد الجزائري: من النفط إلى التنوع

 

اقتصاديا، كان عام 2024 هو عام التحول إذ نجحت الجزائر في تحقيق نمو اقتصادي استثنائي، ليس فقط عبر استقرار أسعار النفط، بل من خلال خطوات جادة نحو تنويع الاقتصاد.. لقد شهد هذا العام إتمام مشاريع ضخمة في قطاعات الزراعة والصناعة والتكنولوجيا، ما ساهم في تقليص الاعتماد على إيرادات النفط والغاز.

 

وكانت التحسينات في بيئة الأعمال ملحوظة، حيث أصبحت الجزائر وجهة أكثر جذبا للاستثمارات الأجنبية، خصوصا في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا.. وفي هذا السياق، أُطلقت مشاريع جديدة للطاقة الشمسية والريحية، ما يساهم في جعل الجزائر لاعبا رئيسيا في مجال الطاقة المتجددة في المنطقة.

 

البنية التحتية: قاطرة التنمية 

 

لم تقتصر إنجازات الرئيس تبون على الجانب السياسي والاقتصادي فقط، بل امتدت أيضا إلى مشاريع بنية تحتية ضخمة تُعتبر محورية في دفع عجلة التطور والتحديث في الجزائر.. ففي عام 2024، شهدت البلاد طفرة كبيرة في تطوير شبكة الطرق والمواصلات، حيث تم تنفيذ العديد من المشاريع التي ساهمت في تسهيل التنقل بين المدن الكبرى والمناطق النائية، وقد ساعدت هذه التحسينات بشكل كبير في تعزيز حركة التجارة والنقل، وفتحت فرصا أكبر للتنمية في المناطق الأقل تطورا.

 

وفي إطار تطوير الموانئ والمطارات، شهدت الجزائر العديد من المشروعات التي ساعدت في تحديث هذه المنشآت الحيوية، مما جعلها أكثر قدرة على استيعاب الحركة التجارية والاقتصادية المتزايدة.

 

وإلى جانب ذلك، تواصل الجزائر بناء مشاريع سكنية ضخمة في مختلف المناطق، بهدف تلبية احتياجات المواطنين.. وقد تم إنشاء العديد من المجمعات السكنية التي تعكس التحسينات الحاصلة في هذا القطاع، وهو ما يساهم في تعزيز مستوى المعيشة ويخفف من الضغط على الطبقات الشعبية.

 

 

تحسين الخدمات العامة: خطوة نحو العدالة الاجتماعية

 

من بين الإنجازات الاجتماعية التي تم تحقيقها في عام 2024، كان هناك تحسين ملحوظ في جودة الخدمات العامة، خاصة في مجالات الصحة والتعليم، وقد تم افتتاح العديد من المستشفيات والمراكز الصحية الجديدة في أنحاء مختلفة من البلاد، ما ساعد في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، خصوصا في المناطق النائية.

 

أما في قطاع التعليم، فقد تم تطوير البنية التعليمية مع استثمارات كبيرة في الجامعات والمدارس.. هذا التوجه يعكس الحرص على بناء جيل جديد قادر على التفاعل مع متغيرات العصر وتحقيق النمو الوطني.

 

الجزائر على الساحة الدولية: قوة دبلوماسية متجددة

 

على الصعيد الدولي، استطاعت الجزائر في عام 2024 تعزيز مكانتها كقوة إقليمية فاعلة، ولعبت دورا محوريا في معالجة العديد من القضايا الإقليمية والدولية، مما ساهم في تعزيز دورها الاستراتيجي على الساحة العالمية.

 

ونجحت الجزائر هذه السنة أيضا بعقد عدة اجتماعات طارئة بمجلس الأمن، بخصوص فلسطين، وما يحدث في قطاع غزة من اعتداءات وحشية من طرف الكيان الصهيوني الغاشم، بالاضافة إلى لبنان، والأوضاع في سوريا، السودان والصومال.

 

كما حققت الجزائر نجاحا تاريخيا، بمبادرة منها، وبعد مشاورات دامت أكثر من 6 أشهر، أقر مجلس الأمن مبدأ المساواة في الاطلاع على وثائق المجلس لكل أعضائه دون تمييز.

 

من أبرز المواقف السياسية التي سجلتها الجزائر هي تعزيز علاقاتها مع جيرانها في منطقة المغرب العربي، خصوصا مع تونس وليبيا وموريتانيا، من خلال التعاون الأمني والاقتصادي المشترك.. كما لعبت الجزائر دورا بارزا في تهدئة الأوضاع في منطقة الساحل، حيث وسعت من مشاركتها في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في المنطقة، مؤكدة التزامها بأمن واستقرار دول الجوار.

 

وعلى الصعيد الدولي، عززت الجزائر علاقاتها مع القوى الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي وروسيا، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات اقتصادية وتسويقية تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني.. وفي الوقت ذاته، حافظت الجزائر على سياسة خارجية مستقلة ومؤثرة، حيث لعبت دورا مهما في دعم القضايا العادلة على الساحة الدولية، مثل القضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية.

 

بالإضافة إلى ذلك، كان للجزائر دور بارز في منتدى “الآلية الإفريقية للتنمية” حيث عملت على تقديم نموذج من التعاون الفعّال بين دول القارة، مع التركيز على تعزيز التكامل الاقتصادي الإفريقي.. وقد ساعدت هذه التحركات السياسية على تعزيز مكانة الجزائر على الساحة العالمية كقوة دبلوماسية ذات تأثير قوي ومؤثر.

 

وعلى صعيد التعاون الدولي، تسعى الجزائر إلى تعزيز استثماراتها في مشاريع الطاقة المتجددة وتوسيع شراكاتها الاقتصادية مع دول أوروبا وآسيا، ما يفتح أفقا جديدا للاقتصاد الوطني ويزيد من وزن الجزائر على الساحة العالمية.

 

الرئيس تبون وبناء جزائر المستقبل

 

يمكن القول بأن عام 2024 كان بمثابة عام الإنجازات الكبرى التي رسمت معالم الطريق نحو مستقبل أكثر استقرارا وازدهارا للجزائر.. من تعزيز الاستقرار السياسي إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتنمية البنية التحتية، لقد أثبت الرئيس تبون قدرته على مواجهة التحديات وتحقيق التغيير لتسير الجزائر بخطى ثابتة نحو بناء نهضة حقيقية تؤسس لجيل جديد.