إفريقيا ثاني أكبر القارات في العالم ويقطنها حاليا أكثر من 1.4 مليار نسمة، كما تتمتع بكل المقومات لتكون قارة مزدهرة خاصة بما تمتلكه من الثروات الطبيعية الهائلة والقوى العاملة الشابة والموقع الجغرافي الاستراتيجي إلا أنها تعيش تحديات في مجالي الأمن والاستقرار.
وبالنظر إلى التاريخ، نجد حملات وتدخلات مند القرن الخامس عشر وتمت تقسيمها بين القوي الاستعمارية الأوروبية في الفترة( 1800-1994 ) التي كانت الأكثر دموية وطغياناً وبكل الأساليب في محاولة لإخضاع شعوب المنطقة، وتستمر التدخلات الأجنبية إلى يومنا هذا تحت مسميات وحجج ومصطلحات جديدة لخداع الشعوب العالم، لتستمر معاناة القارة السمراء في العيش في حالة عدم الاستقرار التي ينجر وراءها مباشرة غياب أفاق تنمية مستدامة.
وفي سنة 2005 تم إجماع إفريقي بضرورة وأحقية نيل مقعدين دائمين في مجلس الأمن وخمسة مقاعد غير دائمة وتجددت هذه المطالب بعد فوز الجزائر بمقعد غير دائم للفترة 2024-2025 على لسان وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية بضرورة رفع الظلم والتهميش عن القارة الإفريقية، حيث أشار إلى ضرورة إصلاح مجلس الأمن الدولي وخاصة بعد الانسداد الذي شوهد في فترة العدوان الصهيوني الذي خلف بدوره أكبر المجازر وكل ضحاياه من الأطفال الأبرياء والنساء تحت صدمة عالمية وعجز في المجلس الأمن الدولي، لتكون حتمية الإصلاح هو الحل الوحيد لتفعيل دوره ولتأثيره على القضايا العادلة وبإدراج مقعدين دائمين لإفريقيا لتجسيد التوازن الدولي.
وبنظرة إستشرافية أن الجزائر مؤهلة لنيل هذا المقعد لما تحوزه من خبرات في إحلال الصلح بين الفرقاء و لما توليه للحلول الداخلية ولا للتدخلات الأجنبية وأيضا لما تشهده الدبلوماسية الجزائرية من قبول إفريقي يساهم بنشر السلم والأمن في القارة.
إن مسألة إصلاح مجلس الأمن الدولي هي حتمية لتمكين العدالة وتحقيق عالم متوازن لحل كل الأزمات ذات الأبعاد الدولية، ونخص بالذكر ما تعيشه القارة الإفريقية في مساعي تحرير آخر مستعمرة إفريقية واضطرابات لعديد من الدول مثل السودان، ليبيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.