افتتاحية مجلة الجيش: قيادة البلاد وضعت نصب أعينها ضرورة تحقيق الأمن الشامل

أكدت مجلة “الجيش” في افتتاحية عددها لشهر يونيو، أن قيادة البلاد “وضعت نصب أعينها ضرورة تحقيق الأمن الشامل ككل غير متجزئ, بعيدا عن المفهوم التقليدي للأمن”، بحيث يتعلق الأمر بـ”منظومة أمنية كاملة مترابطة فيما بينها ولها نقاط التقاء وتلاحم”.

وأوضحت المجلة في مقالها الافتتاحي الذي حملت عنوان “الأمن لا يقبل التجزئة”، أن الأمن الشامل هو “كل غير متجزئ”، بحيث يتعلق الأمر بمنظومة أمنية “كاملة و مترابطة فيما بينها”، لافتة إلى أن انخراط الجيش الوطني الشعبي في استراتيجية الدولة الجزائرية في هذا الاتجاه، عبر الإحاطة بكافة الأسباب التي تؤمن الجزائر ضد أي خطر مهما كان مصدره.

وفي هذا السياق، أبرز المقال أنه وإلى جانب الأمن الداخلي، تشمل هذه المنظومة “الأمن الداخلي والأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والأمن الفكري والثقافي والأمن البيئي والأمن السيبراني”، مشددة على “الأهمية الخاصة” التي توليها القيادة العليا للبلاد لهذا الأخير، وذلك بالنظر إلى “بعده الجيو-استراتيجي في سياق حروب الجيل الجديد، التي أضحت ضمن المخاطر التي تهدد سيادة الدول، مما يستدعي تنسيق كل إمكانيات الأمة في المجال من أجل حماية مصالح بلادنا الحيوية والاستراتيجية”.

وذكرت الافتتاحية بأنّ رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون أكد، في كلمة في افتتاح الملتقى الوطني حول الأمن السيبراني الذي نظمته وزارة الدفاع الوطني على “ضرورة توفير الحماية اللازمة والكاملة لمؤسساتنا الحيوية بشكل آمن ومستمر”.

وفي هذا الإطار أبرز المقال تصريح الرئيس تبون بقوله “التكفل بالأمن الوطني، بأبعاده السياسية والعسكرية والاقتصادية والمجتمعية بل وحتى التكنولوجية، يستوجب تطوير استراتيجيتنا الوطنية المتكاملة في المجال الرقمي، والجمع بين الاستباقية والوقاية من التهديدات في الفضاء السيبراني، وحماية المنظومات والمعطيات، والسهر على ترقية ثقافة رقمية مواطنية ووطنية عمادها التحسيس المستمر واليقظة الإستراتيجية لكل المؤسسات”. الجيد لقواتنا المسلحة”.

كما لفتت مجلة الجيش إلى تأكيد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، خلال زيارته الأخيرة للناحية العسكرية الثانية، على أن “السمة الغالبة لأعمال الجيش الوطني الشعبي في السنوات القليلة الماضية، تحت قيادة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، هي سمة الجدية والفعالية، حيث أكد جيشنا العتيد في الميدان ومن خلال نتائج ملموسة، بأنه من طينة تلك الجيوش الوطنية التي امتلأت قلوب أبنائها بعزيمة لا تلين وبإرادة لا تقهر، شعارها خدمة الوطن بكل وفاء وعمادها الاستمرار بإصرار شديد في اكتساب موجبات القوة التي بها تبلغ غايتها الأسمى، ألا وهي الحفاظ على أمانة الشهداء الأمجاد، من خلال حماية أمن واستقرار الوطن واستقلاله ووحدته الترابية والشعبية”.

وأضافت الافتتاحية: “لأجل هذه الغاية -تضيف الافتتاحية- “ينفذ جيشنا برنامج التحضير القتالي بصرامة واقتدار, تتخلله تمارين تكتيكية بالذخيرة الحية على مدار السنة، وهو ما يعد تطورا جديدا يحرزه جيشنا في هذا المجال”، مبرزة إلى أنه “يؤكد اختبار الجاهزية العملياتية لقواتنا المسلحة في كل التمارين التي نفذت مؤخرا ليلا ونهارا وفي ظروف مشابهة للمعركة الحقيقية, التطور الكبير المحقق على كل الأصعدة والتنسيق الجيد بين مختلف الوحدات المشاركة، وقدرتها على تنفيذ مختلف الأعمال القتالية بنجاح باهر”.

وتابعت المجلة: “تحكم الأفراد الجيد في مختلف الأسلحة والمعدات الحديثة ذات التكنولوجيا العالية، بما لا يدع مجالا للشك مدى الجاهزية العملياتية التي بلغتها مختلف مكونات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي”, تؤكد الافتتاحية.

وختم المقال بالإشارة إلى أن الجيش الوطني الشعبي تمكن في الفترة الأخيرة من “تحقيق إنجازات معتبرة في جميع الميادين، بفضل إستراتيجية واضحة المعالم وعمل مضني ومستمر، من خلال استعداد أبنائه للتجاوب الدائم مع التطورات الحاصلة, متسلحين بالوعي بمختلف المخاطر الأمنية المحدقة ببلادنا وبذل المزيد من الجهود لبلوغ أرقى المستويات، ليبقى بلدنا آمنا عـلى جميع الأصعدة”.

أحمد عاشور