تم إخفاء المدخل تحت منزل في منطقة تسيطر عليها القوات المسلحة المغربية. ويشير الاكتشاف إلى شبكة ذات اتصالات رفيعة المستوى وقد تؤدي إلى عمليات فصل مؤسسي في منظومة المخزن.
كشفت وسائل إعلام إسبانية أنّ أجهزة الأمن المغربية تمكنت من تحديد مدخل نفق المخدرات الذي تم العثور عليه في سبتة، في منزل يقع داخل منطقة عسكرية، مؤكدا الشكوك حول حجم وتطور هذه البنية التحتية تحت الأرض التي يستخدمها تجار المخدرات لتهريب الحشيش إلى الأراضي الإسبانية.
ويأتي هذا الكشف بعد شهرين تقريبا من اكتشاف الحرس المدني الإسباني مخرج هذا النفق، الذي يبلغ طوله أكثر من 50 مترا، وتم حفره على عمق 12 مترا تحت مستودع مهجور في المنطقة الصناعية تاراخال. ومنذ ذلك الحين، أصبح كل شيء على الجانب المغربي صامتا، والعمليات سرية، والتحركات تجري في سرية تامة. وأكد موقع اليوم24 أن السلطات المغربية تمكنت من فتح النفق الموجود داخل سكن يقع في منطقة محظورة تابع لمفرزة عسكرية.
وقد كشف هذا الاكتشاف عن فضيحة ذات تداعيات سياسية وقضائية داخل مملكة المخدرات. وبحسب الوسيلة الإعلامية المذكورة، فقد تم التعرف بالفعل على عدد من الأشخاص المشتبه بتورطهم في بناء وتوسيع النفق، ومن المتوقع اعتقالهم في الأيام المقبلة. وتولت الفرقة الوطنية المغربية للشرطة القضائية قيادة التحقيق، الذي من المتوقع أن يكون بمثابة قنبلة متفجرة، إذ من المتوقع إقالة مسؤولين رفيعي المستوى، نظرا لأن البنية التحتية تم بناؤها في منطقة تحت سيطرة الجيش الملكي.
ومن بين الأشخاص الذين يخضعون للتحقيق، شخص له تاريخ في تجارة المخدرات بمدينة تطوان، والذي من الممكن أن يكون أحد المهندسين الرئيسيين للمشروع. وقد تمكنت قوات الأمن المغربية من الوصول إلى الكهف بفضل شركة من الحسيمة، والتي أرسلت عمالا إلى الموقع. وكانوا هم الذين تمكنوا من الحفر عبر الأرض والوصول إلى النفق، من منطقة تعرف باسم أرويو دي لاس بومباس.
وظل الممر يعمل لمدة عامين على الأقل، وخلال هذه الفترة يُشتبه في أن منظمات إجرامية مختلفة استخدمته لنقل كميات كبيرة من الكيف المعالج من المغرب إلى سبتة، ومن هناك إلى الأراضي الإسبانية عن طريق البحر عبر ميناء الجزيرة الخضراء. المستودع الصناعي الذي انفتح تحته النفق، تابع لشركة كانت تنشط في مجال الرخام، والتي توقفت منذ أوائل عام 2023.
ويعتقد الحرس المدني الإسباني أن البنية التحتية تطلب إنشاؤها معدات ثقيلة وخبرة هندسية، ويشير إلى لوجستيات معقدة من المستحيل تنفيذها بدون تعاون الجهات الفاعلة على جانبي الحدود. وتؤكد مصادر قريبة من التحقيق الذي تقوده المحكمة الوطنية أنه “من غير المعقول أنهم لم يعرفوا مكان المدخل”. وجاء اكتشاف النفق تتويجا لأشهر من التحقيقات التي بدأت بعد اعتراض عدة شاحنات محملة بالكيف المعالج في الجزيرة الخضراء وإشبيلية وملقة، قادمة من سبتة.
وحتى الآن، أسفرت عملية قادش عن اعتقال 14 شخصًا، بما في ذلك ضابطان من الحرس المدني من قيادة سبتة، وعضو مجلس المدينة محمد دواس، من حزب حركة الكرامة والمواطنة (MDyC) والعديد من عمال النقل. وكان شقيق المستشار وابن أخيه مسؤولين عن تحميل الشاحنات بالبضائع. وكان العملاء المتورطون، من جانبهم، مسؤولين عن تسهيل المرور عبر ضوابط الموانئ مقابل الرشاوى.
وانخفض تعداد الشبكة في ثلاث مراحل متتالية. حيث أسفرت العملية الأولى، في 31 يناير، عن اعتقال المستشار وعائلته وضابطين من الحرس المدني. وأدت العملية الثانية، في 11 فبراير، إلى القبض على أحد أخطر تجار المخدرات المطلوبين في المدينة ذات الحكم الذاتي. وأخيرا، في المرة الثالثة، حدد المحققون نفق المخدرات وأكدوا حجم الشبكة.