كشف الممثل الاقتصادي للمقاطعات الإسبانية في الجزائر، محمد بوزمبراك، لـ “دزاير توب” عن وجود 17 مقاطعة اقتصادية إسبانية تقيم استثمارات في الجزائر، مبرزا أنّ كلّ مقاطعة تتخصص في مجال اقتصادي معين، حيث تستثمر مقاطعات الجنوب في مجال الفلاحة في حين تتخصص المقاطعات الشمالية في القطاع الصناعي.
وعن الدور الذي تلعبه هذه المقاطعات في دعم التبادلات الاقتصادية مع الجزائر، أوضح بوزمبراك، خلال مداخلة له على برنامج “لقاء خاص” عبر قناة “دزاير توب” الإلكترونية، أنه يتمثل في مساعدتها على الولوج إلى السوق الجزائرية من خلال تسهيل عقد لقاءات مع المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين، وذلك عن طريق الممثل الاقتصادي “محمد بوزمبراك”.
وأضاف المتحدث أنّه يقوم بدوره في مساعدة المستثمرين الجزائريين على التعرف على الإمكانيات الاستثمارية الهائلة المتاحة في السوق الإسبانية، من خلال دعوتهم لحضور لقاءات مع نظرائهم الإسبان، عبر منحهم تذاكر للسفر حيث تعمل هذه المقاطعات على التحضير لعقد هذه اللقاءات.
وحول الفرص الاستثمارية الكبيرة التي تتيحها الجزائر، أشار ضيف برنامج “لقاء خاص” إلى قطاع الفلاحة الذي يناسب كثيرا المقاطعات الجنوبية المعروفة بقدراتها الفلاحية، والتي تشجع الشركات الإسبانية على اقتحام السوق الجزائرية بما تقدمه لها من تمويل ومرافقة تقنية في ما يتعلق بالبيوت البلاستيكية والريّ، كما أنّ لديها فرص استثمارية هنا في الجزائر أيضا في مجال الطاقات المتجددة.
وفي هذا السياق، أبرز المتدخل دور الفعاليات الاقتصادية في الترويج لهذه الفرص الكبيرة، من خلال إقامة المعارض على غرار معرض البناء “باتيماتيك” وصالون الفلاحة “سيبسا”، والتي تشارك فيها المؤسسات الإسبانية بقوة، وبالمقابل تقيم المقاطعات الإسبانية معارض عدّة مثل معرض “إفيما” «IFEMA » بمدريد، الذي يقيم معارض متخصصة في مجالات عدّة، حيث تحرص على توجيه دعوات ليس فقط للعارضين بل حتى الزائرين، لكي تتيح لهم الالتقاء بالعارضين الإسبان.
ولفت بوزمبراك إلى أن هذه الفعاليات الاقتصادية والمعارض التجارية تلقى دعما من قبل الحكومة الإسبانية، يستفيد منه المدعوون لحضورها من خلال الحصول على تذاكر سفر والإقامة في الفنادق.
وبهذا الخصوص أوضح المتحدث أنّه قام، مع بداية الشهر الجاري، بتوجيه دعوة لـ 9 شركات جزائرية متخصصة في مجال صناعة مواد البناء والمواد الكيميائية، لحضور معرض اقتصادي بفالنسيا، تُوّج بإبرام اتفاقية بين شركة جزائرية وأخرى إسبانية من أجل إقامة مصنع لها في الجزائر.
وبخصوص التسهيلات التي يوفرها ممثل المقاطعات الاقتصادية الإسبانية في الجزائر للمستثمرين الوطنيين، كشف ضيف “دزاير توب” أنّه يقدّم لهم في البداية قائمة من الشركات والممونين الإسبان، للتعرف عليهم واختيار ما يناسبهم لعقد صفقات معهم، إلى جانب تسهيلات السفر دون شرط مسبق لإبرام عقد شراكة مع الجانب الإسباني، وهي كلها تسهيلات لوجستية مهمة.
وكشف محمد بوزمبراك أن قطاع الطاقات المتجددة يمثل أبرز وأهم القطاعات الاستثمارية، التي يمكن للمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين عقد شراكات مع نظرائهم الإسبان فيها، لافتا إلى شركة “جي أف أم” الإسبانية التي استثمرت في هذا المجال بعدد من الدول الإفريقية، حيث تقوم باستخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية في استخراج المياه الباطنية، وقد أبدت اعتزامها للاستثمار في الجزائر بتمويل أوروبي، بعد اختيار الشركة الجزائرية التي ستقيم معها شراكة من بين عدد من الشركات سبق لها وأن عقدت معها لقاءات.
وفي هذا الإطار نوّه المتدخل بالمناخ الاستثماري الذي توفره الدولة الجزائرية لإقامة مثل هذه الشراكات، مبرزا إرادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في هذا الشأن، من خلال ما تتيحه الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار من تسهيلات للاستثمار في الجزائر.