خلاصة القول مع فرنسا! .. بقلم الاعلامي رياض هويلي

… ولأنني أنتمي إلى مدرسة تؤمن إيمانا قاطعا، لا يمكن للشك أن يتسلل إليه تحت أي ظرف، أن معارك الوطن يجب أن تخاض بكل أنفة وشجاعة وإقدام، ودون تردد.

 

ولأن مدرستي التي لقنتني أبجديات النضال، علمتني أن الوقوف مع الوطن ليس منة ولا هو واجب، إنما هو سلوك فطري سليم جبلنا عليه..

 

ولأن ذات المدرسة، علمتني أن الوطن يسمو فوق كل الاعتبارات الإيديولوجية والسياسية والمصلحية.

 

ولأن هذه المدرسة، التي تتخذ من الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية منطلقات لها، علمتني أيضا أن الحرية لا تعني تمزيق الوطن، أو رهنه، وأن الديمقراطية لا تعني تحطيم أعمدته .

 

لكل ما سبق

 

تجدني مندهشا من تلك الأصوات والمنشورات الانهزامية التي تتناول موضوع الصراع الجزائري- الفرنسي. أصوات تجدها أحيانا تأخذ باب النصح، وأحيانا تغلف بدعوات التعقل، لكنها في كثير من الأحيان تأخذ طابعا انهزاميا على شاكلة: ماذا يمكن أن تفعلوه لفرنسا؟ كيف يمكن للجزائر أن تكون الند للند مع فرنسا؟

 

مندهشا، لأنني أؤمن أن معارك الوطن لا تقبل الحياد ولا التردد ولا التراجع، وأن التخلف عن مساندة الوطن ومؤازرته، رجس من عمل الشيطان، وجب على من يقف بين المنزلتين أن يجتنبه.

 

 

 

الوطن كائن فينا، ونكون به وفيه، فلا يقبل الشرك به، ولا التشكيك فيه. الطعن فيه خيانة، وعدم الدفاع عنه ردة وطنية.

 

بين الجزائر وفرنسا، اليوم، ليس مجرد خلاف بين رئيسين، أو سلطتين أو حكومتين، إنما هي معركة إثبات السيادة بالنسبة لنا، أو تقويضها بالنسبة لهم. إنها أم المعارك التي ستبنى عليها مستقبل العلاقات بين البلدين: علاقات قائمة على النفعية المتبادلة، والشراكة المتوازنة، والإحترام المتبادل.

 

فهل يتفطن المتخاذلون لما يقترفوه من آثام أم أنهم اختاروا مواقعهم وإن كانت معلبة بالنصح والتعقل في انتظار اليوم الموعود؟