صحة و رياضة : فوائد الحجامة على صحة الرياضيين

صحة و  رياضة : فوائد الحجامة على صحة الرياضيين

تعد الحجامة الرياضية واحدة من أشهر فروع الحجامة وهي ترتكز حول شقين أساسيين الشق الأول هو إصابات الملاعب الحادثة أو المتوقعة والشق الثاني هو علاج الإجهاد والإرهاق ، فالحجامة تجدد الدورة الدموية وتعطى الجسد حيوية أكثر كما تساعد على تنشيط العضلات ، والحجامة الرياضية هي طريقة ايجابية لإنعاش الرياضيين و استرجاع حيويتهم كما أنها تساعدهم على ارتياحهم نفسيا و تزيل عنهم الضغوط كما تمتاز الحجامة بعدم وجود أعراض جانبية كالأدوية والعقاقير في حالة التطبيق السليم.

فالحجامة منشط رياضي بدني، تساعد في إعادة التأهيل، وتحسن من كفاءة الأوعية الدموية والقلب وباقي أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة، وتمنحنا قفزة بدنية نوعية كبيرة ونشاطا جسميا وافرا للصمود في حلبات التمرين وتحقيق الفوز في ميادين المنافسة الرياضية، فالرياضة تعمل علي تنشط الدورة الدموية لكن إذا لم يرافق ذلك عمليات الاستشفاء المطلوبة فان ذلك ينعكس سلبا على الرياضي وأجهزته الحيوية.

ويتعرض الرياضيون للإجهاد والتعب في التمارين الطويلة والشاقة، وما يصاحب ذلك من مخلفات الأداء البدني للأحمال البدنية مرتفعة الشدة، وما يصحبها من خلل مناعي وانتشار للشوراد الحرة الأكسوجينية واختلال التروية الدموية بالشكل الذي يعظم من ظهور التعب وتأخر الاستشفاء لدي الرياضي، وحدوث الإصابات علي كافة مستوياتها، لذلك فالحجامة تعزز من كفاءة جهاز المناعة وتزيد في التروية الدموية عامة فتتحسن وترتفع حالة أجهزة الجسم لمستوى أعلى وتجعله أكثر تحملا وجلداً وقدرة علي أداء الواجب التدريب سواء في التمارين الرياضية أو المنافسات المجهدة القوية.

وبهذا تقوم الحجامة بدور حيوي في الوقاية من الإصابات المرضية نتيجة المجهود الرياضي مرتفع الشدة، ويمكن حصر فوائد الحجامة الرياضية فيما يلي اثني عشر نقطة حيث يمكن عمل الحجامة التعبيرية على مناطق الإصابة والألم الشديد لوقف الإحساس بالأم كبديل عن المسكنات الموضعية التي قد تضر الجروح أو المناطق الملتهبة أو المسكنات الكيميائية التي تسبب هبوط في قوى الجسم وخمول للرياضي، أيضا الحجامة الرياضية يمكن أن تعجل في وقت الانتعاش بعد فترة من إصابة الرياضي.

كما تساعد في طرد السموم التي تسبب الألم، يستخدمها أيضا السباحين أو لاعبي الرياضات المائية لإزالة السموم التي يمتصها الجسم من حمام السباحة عن طريق الجلد، أما أصحاب الرياضات العنيفة يكثر لديهم حطام الخلايا الميتة والسموم والركود والسوائل الزائدة التي تتراكم أحيانا تحت الجلد وخروج الدم يساعد الجهاز الليمفاوي في طردها.

يذكر أنه تزيد الحجامة من قدرة العضلات على التحمل حيث أنها تنعش الدورة الدموية وتزيد من قدرة الرئة كما أن تزيد من التصريف اللمفاوي، كما تساعد على المحافظة على الصحة خلال الأنشطة الشاقة حيث تزيد من قدرات الجسم بشكل عام وتسبب خفة في الحركة وقدرة الجسم على التعافي من مشكلات وإصابات الرياضة، كذلك تعمل الحجامة على إزالة تقلصات العضلات بسرعة حيث تزيد من تدفق الدم إلى العضلات وتنع حدوث الشد العضلي كما تساعد على جلب المواد المغذية الصحية إلى العضلات وإلى الأنسجة الدماغية.

وتساعد الحجامة على تخفيف سريع للألم مما يسبب إطالة النسيج الضام في العضلات ويساعد على تفعيل إفراز سوائل المفاصل لتحرير المفاصل من التيبس والخشونة، كما تساعد الحجامة في علاج عدة مشاكل شائعة لدى الرياضيين منها عرق النسا والتهاب اللفافة الأخمصية والشد العضلي المفاجئ والدوار، وتساعد كذلك الحجامة على الراحة النفسية قبل أو بعد المباريات الرياضية، كما تقوم بتقوية جهاز المناعة بشكل عام والتقليل من الأمراض المعدية التي تنتشر بين الرياضيين مثل تنيا أصابع القدمين والأمراض الصدرية المزمنة، أما عن طريقة عمل الحجامة الرياضية فهي بأن يتم أولا تحديد الهدف من الحجامة، ثم يتم ثانيا تحديد نوع الرياضة التي يمارسها المحجوم.

وبالنسبة للحجامة الوقائية فهي في مواضع الأخدعين والكاهل ومناطق تعبيرية على العضلات الأكثر استخداما أما بالنسبة لحجامة الطوارئ وحدوث ألم شديد أو كسر أو كدمة لا يكون الكأس على موضع الألم ولكن بجواره ويمكن استخدام طريقة المنعكس أي يوضع الكأس في الشق الآخر من الجسم على نفس موضع المشكلة وبالنسبة للحجامة العلاجية للمشكلات التي يعاني منها الرياضي فهي تعتمد أولا على تحديد المشكلة التي يعاني منها الرياضي ثم على معرفة الحجام بالأماكن الأصلية والتعبيرية والتشريحية المستخدمة.

وتواجه الحجامة الرياضية بعدة مشكلات وخاصة في الدول العربية والمقصود بمشكلات الحجامة الرياضية هي مشاكل التطبيق والمعوقات وعلي جانب آخر الآثار السلبية التي تنتج في أي تخصص بسبب سوء التطبيق، فمن مظاهر المشكلات التي تواجهها الحجامة عامة كعلم في البلاد العربية خاصة والبلاد الإسلامية عامة، عدم فهم الكثير من النخبة لها، أو حتى محاولة الفهم، ثم نجد جماعة أخرى تضع عائقاً نفسياً آخر أمام فهم ووعي الحجامة، فهم لا يرفضون الحجامة كدواء نفعي وقائي سليم ونوعي ولكن يوهمون أنفسهم بأن الحجامة جيدة ولكن المهم أن يكون من يؤديها يفهمها جيداً ولكن المشكل هنا أين من يفهم الحجامة جيدا والمثقفون لا يريدون الخوض في تحليلها وتفسيرها والعمل بها تطبيقيا في الميدان، فهم يرون أن لا أحد يفهم جيداً في الحجامة وهو عذر أقبح من ذنب فكيف عرف الناس الطب المختلف لولا التجريب والمحاولات لكن الخوف من مجهولات الشيء هو

الجهل الأكبر من الشيء نفسه، البعض يتخوف من الجروح في الحجامة مؤكداً علي أنها بحاجة إلى نظافة وعناية لأنها قد تسبب دخول الجراثيم إلى الجسم، نتفق في ضرورة العناية، لكن خدوش الحجامة سطحية جدا ولا تصل لدرجة دخول جراثيم، حيث يلتزم الرياضي المحجوم بالراحة من يوم إلي ثلاثة أيام بعد الحجامة في أقل الأحوال وهي فترة كافية جدا.

ومن هنا فلا داعي للخوف من العرق والحجامة لأن اللاعب لا ينزل إلي الملعب بعدها مباشرة ، وهذا في حالة اللاعب السليم ، أما اللاعب المصاب فيخضع لبرنامج تأهيلي منظم يستغرق وقتاً أكثر من ذلك، كما أن هناك فئة تحارب الحجامة وتعطي عنها أفكارا خبيثة وسيئة، كما أن أغلبية الناس يعتقدون أن الحجامة تتم فقط عن طريق التشريح وخروج الدم مما يجعل الأغلبية يتهربون منها.

يجب أن نعي جيداً أن هناك وظائف متعددة للحجامة بمختلف أشكالها حسب حالة الرياضي ودرجة الإصابة ومرحلة التأهيل، كما أن انتشار كثير من المفاهيم الخاطئة عن الحجامة يساعد في وضع كثير من القيود عليها كعدم فرض أوقات تناسب الحجامة واعتقاد أنها تعود بالضرر على المريض في حالة عمل الحجامة في أوقات مخالفة، وكذلك قيود الطعام وعدم الاستحمام بعدها وافتراض مخاطر لا يُعلم سببها أو نوعها.