في سابقة خطيرة: المخزن يدفع ثمن التطبيع للكيان الصهيوني.. “صلاة إبراهيمية” جماعية جمعت إماما وقسّا وحاخاما في “أغادير” شعارها “التعددية الروحية”

كشف أحمد ويحمان رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، النقاب عن أن المغرب شهد مساء أمس الخميس، خطوة جديدة نحو تكريس ما يُسمى بـ”الديانة الإبراهيمية”، حيث أقيمت في مدينة أݣادير، التي يرأس مجلسها البلدي رئيس الحكومة عزيز أخنوش، صلاة جماعية جمعت “إماما” وقسّا وحاخاما، تحت شعار “التعددية الروحية”.

وذكر ويحمان في تدوينة نشرها على صفحته على منصة “فيسبوك”، أن “هذا الحدث يأتي في سياق سلسلة من الإجراءات التي أثارت جدلا واسعا، بدءا من تخصيص مئات الملايين من ميزانية البلدية لمهرجانات تُحيي طقوسًا وثنية مثل “بيلماون”، وتتويج ملك الشذوذ الجنسي، مرورا بإزالة اسم الشهيد الفلسطيني محمد جمال الدرة من باب مركب الفنون، وصولا إلى الإعلان عن إطلاق عصابة “كلنا إسرائيليون” لـ”راديو أبراهام” .

وأضاف: “وجدير بالذكر، أنه بهذه المدينة أيضا خرج عدد لمجلة حقائق مغربية بغلاف تحت عنوان، بالبنط العريض هو: المغرب، المملكة المقدسة لبني إسرائيل! وتبين أن أصحاب هذه المجلة سبق أن أصدروا عددا بغلاف آخر بعنوان: أسرار القصور الملكية”.

وذكر ويحمان أن “المدينة استقبلت الانفصالي الجزائري، فرحات مهني الذي أعلن قيام دولة القبائل داخل الكنيسيت الصهيوني، ويستقبل عنده نشطاء جمهورية الريف”.

ووفق أحمد ويحمان، فإنه “ويُنظر إلى هذه الخطوات كجزء من استراتيجية تسعى لتمييع العقيدة الإسلامية، فضلا عن استهداف المؤسسات الحيوية في الدولة، في تماه مع سياسات مسؤولين صهاينة، من بينها الوزيرة الإرهابية ميري ريغيف، التي وصفت الأذان بـ “نباح كلاب محمد”، وهي التي تم استقبالها قبل أيام فقط، وفرشوا لها السجاد الأحمر، رغم احتجاجات المغاربة”.

 

وفي 2020، وقعت 4 دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتنضم إلى مصر والأردن من أصل 22 دول عربية.

ومنذ ذلك الحين، عاد الحديث مجددا عن مصطلح “الديانة الإبراهيمية”، الذي اكتسب بُعدا سياسيّا في السنوات الأخيرة، خاصة في سياق “اتفاقيات أبراهام” التي وُقّعت بين بعض الدول العربية وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة، حيث تم استخدام فكرة المشترك الديني بين الإسلام واليهودية والمسيحية، كمبرر لتعزيز التعاون والتطبيع بين هذه الدول.

وتم تقديم فكرة أن الأديان الإبراهيمية الثلاثة تشترك في جذور واحدة، مما يمكن أن يشكّل أرضية للتفاهم والتعاون بين أتباعها. والترويج لمشاريع مثل “البيت الإبراهيمي” في الإمارات، الذي يضم مسجدا وكنيسة وكنيسا، كرمز للتعايش.

وتم ربط مفهوم “الإبراهيمية” باتفاقيات التطبيع بين بعض الدول العربية وإسرائيل، مما أثار جدلا واسعا، وهناك اتهامات بأن الترويج لـ”الديانة الإبراهيمية” يُستخدم كغطاء سياسي لتبرير التطبيع، وتخفيف حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ومنذ استئناف العلاقات المغربية ـ الإسرائيلية في ديسمبر 2020، توسع التعاون بين البلدين ليشمل: المجال العسكري: توقيع اتفاقيات للتعاون الدفاعي وتبادل الخبرات، والمجال الاقتصادي: تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، والمجال الثقافي: تنظيم فعاليات ثقافية وتبادل زيارات بين الجاليات.

وتشهد المغرب على مدى أشهر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي انطلقت يوم السابع من أكتوبر 2023 وتوقفت يوم 19 من يناير الماضي، مظاهرات شعبية ضخمة، في مختلف المحافظات لدعم المقاومة ورفض الحرب والمطالبة بوقف التطبيع.