قال: إنه قصة حقيقية لا تستهدف الإسااءة إلى أي جهة … الممثل ريك آبي لـ “دزاير توب”: فيلم “حياة الماعز” يسلط الضوء على الجزائر بوصفها وجهة سياحية باقتدار

قال: إنه قصة حقيقية لا تستهدف الإسااءة إلى أي جهة … الممثل ريك آبي لـ “دزاير توب”: فيلم “حياة الماعز” يسلط الضوء على الجزائر بوصفها وجهة سياحية باقتدار

أجرى الحوار الإعلامي عبد العالي مزغيش

في هذا الحوار، يتحدث الممثل السوداني المقيم في دولة الإمارات “ريك آبي Rik Aby”، عن تجربته الفنية بصفته ممثلا في الفيلم الهندي “حياة الماعز The Goat Life”، وهو الفيلم السينمائي الذي يصنع “الترند” والجدل منذ عرضه قبل شهر واحد على منصة نتفليكس.

وفي تصريحاته التي يشاركها معنا، يشيد الفنان صاحب دور “جاسر” بمناظر الصحراء الجزائرية التي انبهر بها طاقم الفيلم الهندي.

تابعوا..

بصفتك واحدا من المشاركين في فلم “حياة الماعز”، ما انطباعك الأول بشأن الإقبال الكبير الذي حظي به الفيلم لا سيما في البلدان العربية؟

شكرا لاهتمامكم، أنا أول عربي إفريقي يشارك في مشروع ضخم كفيلم “حياة الماعز”، وفي دور بطولي كالذي تقمصته فيه. وكم أبهجتني ردود الأفعال المشجعة من أبناء جلدتي، أنا شاكر للمولى عز وجل، وممتن لهم جميعا.

مباشرة بعد عرض الفيلم “حياة الماعز” على منصة نتفليكس، انطلقت كتابات نقدية متباينة حوله ، منوهة بالعمل وأخرى منتقدة لمحتواه، وهناك من كتب أن الفيلم أساء للمملكة العربية السعودية، ما رأيك؟

كوننا نحظى بالاهتمام ونخلق نقاشا وتفاعلا، لهما أمران نحمد الله عليهما بوَصفِنا رُوَّاةَ قِصص، كل ما نحن مُخَوَّلُون به هو سرد قصة.

وفي حال فلمنا هذا، هي قصة حقيقية ولم نَتَغَيَّا أبَدًا الإساءة إلى أي شخص أو أية جهة؛ وإن حدث هذا حقا فَسَنَحيدُ عن جادَّة الصواب.

حدثنا عن ظروف التصوير في صحراء الجزائر؟ وهل نراك يوما ما في الجزائر إن وصلتك دعوة رسمية؟

لم تكن لي مشاهد للتصوير في الجزائر لسوء حظي، مع أني رغبتُ في ذلك، لدي الكثير من الأصدقاء والزملاء الجزائريين، كما أني مُطَّلِعٌ على الثقافة والتاريخ الجزائريين ومُعجَبٌ بِهما.

أخبَرَني جوجول وبلايسي وآخَرُون عن كثبان الرمل الجميلة في الجزائر، والتي لم يَرَوا مَثيلَاتِها مِن قَبل، وسَاءَنِي أني لم أحظَ بفرصة رؤيتها مثلهم! لقد وصفوها بقولهم أنها كانت كأمواج من الرمل، مَيَّزَهَا الرَّونَقُ والعَظَمَة، كما أخبروني أن المستقبِلِين في الجزائر كانوا مِضيَافِين، وَوَدُودِين، وعلى قدرٍ كَبيرٍ من الاحترافية.

وَمِمَّا زَادَ مِن حَسرَتِي مَقاطِعُ فيديو أظهرها لي صديقي المخرج الجزائري “مصباح فزاعي” لمواقع أخرى حَرَّكَت فِيَّ رغبةً شديدة لزيارة الجزائر.

أشعر بالفخر لكَون فيلمنا ‘حياة الماعز’ سيسلط الضوء على الجزائر بوصفها وجهة سياحية باقتدار، وآمل فقط ألا تنسونا عندما تصير أماكن التصوير هذه قِبلَةً للمخرِجِين …!!

بفضل فيلم ” حياة الماعز”، صار لكم جمهور في الجزائر وفي باقي الدول العربية، كيف تفسر هذا التعلق والإعجاب بكم والذي حدث من الوهلة الأولى، أقصد من المشاهد الأولى من الفيلم؟ وهل أنت سعيد بهذا الجمهور الجديد؟

يعجز لساني عن التعبير حقا..! كما ذكرتُ آنِفًا، أنا راوٍ للقصص أو حكواتي وهذا يفرض علي أن أبذل جهدًا إضافيًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بخلق تعاطف مع الشخصيات الشريرة وأدواري الأخرى.

في مشهد الحليب مثلا، كان أول يوم تصوير لي في عام 2019. شربت حوالي نصف لتر من الحليب. وبسبب حالتي المَرَضِيَّة “عَوَز اللاكتاز”، فذاك لم يكن مناسبا لي، وكدت أن أفقد وعيي. حينها خرجت من الخيمة وتقيأت، وانتابني شعور بأنني خَذَلتُ الجميعَ ونفسي في اليوم الأول.

أسعَفَنِي الطبيب بحقنة، لأنهض من جديد وكلي عزم وتصميم على استعادة سمعتي وإثبات قدراتي. ولحسن الحظ، منحني مخرجنا الكريم “بلايسي” ونجمنا الأنيق “بريثفيراج سوكوماران” فرصة ثانية فاغتنمتها وشعرت بسعادة عارمة لأنني تمكنت من تقديم الأفضل.

هل يمكن أن ينافس ” حياة الماعز ” على جوائز كبرى في محافل السينما العالمية؟

نعم، هذا ممكن جدا؛ من منطلق أن الفيلم يتصدر حاليا التريند عالميًا، كما أن تناغما وتفاهما جَمَعَا فريق عملنا، بإشراف مخرجنا بلايسي ونجمنا بريثفيراج، دون أن ننسى الثنائي النَّشِط وراء فيلم ‘Slumdog Millionaire’ الحائز على جائزة الأوسكار، وهما من ألَّفَا موسيقى الفيلم: المايسترو الفائز بجائزة الأوسكار والعديد من الجوائز، أي آر رحمٰن، بالإضافة إلى عملاق تصميم الصوت الفائز بجائزة الأوسكار والعديد من الجوائز الأخرى، رسول بوكوتي. وعلاوة على ذلك، فالفيلم مُقتَبَسٌ من الرواية العالمية المَشهورَة ‘أيام الماعز’ لِـ “بينايمن”.

وبعد توفيق الله، فإن دعم الناس ومساندتهم لنا قَلبًا وقالَبًا كانا بمثابة الدرع الواقي لنا والحافظ من الحياد عن جادة الصواب!

هل فعلا يمكن لفيلم سينمائي أن يؤثر على العلاقات بين الهند والمملكة السعودية ؟!

إذا كنتَ تقصد بهذا التأثير أن يسلي الفيلم الجمهورَ ويجذبَه بمركباته الفنية والإنسانية، فكلنا أمل بأن يتحقق هذا. أما بالنسبة لنا -أعني الجنس البشري- فسيظل المؤمن في حاجة أخيه طالما أن بنا رمقًا من الحياة، وستظل استفادتُنا من بعضنا بعض قائمة، وستبقى القصص التي نرويها مَلاذًا نركن إليه. إني عاجز عن وصف سعادتي بكَمِّ الدعم والحب الذي تَهاطَلَ عليَّ من مختلف أنحاء العالم.

وهذه السيمفونية الساحرة من الإعجاب والتعاطف تجعل المرء يَفخَر بما قَدَّم، لكنها في الآن ذاته لن تزيدنا إلا التزاما وتواضعا.

عَلِمتُ أيضا أن الفيلم يُعرَض في البحرين، على أمل أن يُعرَض في بقية دول العالم.

أخيرا، الكثير يتساءل في الجزائر عن أعمالك السينمائية. حدثنا -بإيجاز- عن مسارك الفني ؟ وهل سنشاهدك ممثلا في أفلام عربية مستقبلا؟

أنا ممثل لِما يَربو عن أربعٍ وَعِشرِين عامًا. شاركت في فيلمين من إنتاج هوليوود: ‘The Misfits’ مع ريني هارلن، وبطولة بيرس بروسنان، ونيك كانون، وتيم روث الحائز على جائزة الأوسكار، وجيمي تشونغ. كما شاركت في فيلم ‘Vision Central’ الذي سَيَصدُر قريبًا، حيث كان لي حضور شرفي مع الممثل الكوميدي الأكثر طلبًا في هوليوود، مات رايف، والنجم الصاعد توهسين مالافورا. كما شاركت في فيلمين هنديّين آخرين: ‘Saaho’ مع برابهاس و ‘Chor Nikal Ke Bhaga’ مع سوني كوشال ويامي غوتام، ومن إخراج أجاي سينغ، والذي حقق المرتبة الأولى والثانية على التوالي في قائمة أعلى الأفلام تقييمًا على نتفليكس في الهند وحول العالم. أحُوزُ حاليًا الرقم القياسي بصفتي الفنان السوداني الوحيد المقيم في الإمارات العربية المتحدة الذي بسيرته المهنية 13 فيلما سينمائيًا. كما شاركت في مسلسلات بارزة مثل ‘بنات الملاكمة’ في موسمين، وكذلك ‘كُنا أمس’ مع نجوم مثل الدكتور خالد أمين من الكويت، ومسلسل ‘السنونو’ من بطولة ياسر العظمة وبدور محوري لي أيضًا. أما المسلسل الأحدث فكان ‘The Board’ من تأليف وإخراج “هوزان عكو” مع نجوم سوريا باسل ياخور، وسلوم حداد، ونادين تحسين بيك، وسوزان سكاف. لدي أيضا فيلم باكستاني دولي سيصدر قريبًا مع المخرج فهد بن نور بعنوان “المفتش جمشد” بدور مساعد البطل. ولدي أيضًا مشروع قادم مع وكالة إنوراما ووكالة مونلس ميديا، وآخَر في طور الإعداد حاليًا وهو قصة عن الشتات السوداني في ضوء الأحداث الجارية، وسأوافيكم بتفاصيل أكثر بمجرد أن أحصل عليها. لديَّ الكثير لأقوله، ولكن المقام لا يسمح!

شكرا جزيلا لإجاباتك عن أسئلتنا. سعدنا بهذا اللقاء.

عفوا، أنا أشعر أنني الأسعد على وجه البسيطة؛ فقد شرفتموني وأبهجتموني بهذه الاستضافة

تحية للجزائر وشعبها المضياف.

حوار: عبدالعالي مزغيش

ترجمة الحوار من الإنكليزية: عمار قواسمية