نحو تحقيق الأمن المائي… بقلم بلعور عبد الحكيم

تشهد بعض الدول اليوم تحديات لكسب رهان الأمن المائي، الذي يعد جوهريا في حياة الشعوب وخاصة البلدان المدارية والمناطق المعتدلة التي تقع بين خطي 12° –37°، ويشير العلماء إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي تعد من أكبر تحديات العالم.

الجزائر واحدة من البلدان التي تضررت بهذه التغيرات المناخية، حيث شهدت في السنوات السابقة نسبة جفاف كبيرة وتراجع لمستوى المياه الجوفية، في ظل غياب الدراسات الاستشرافية الإستباقية لتقديم رؤية استشرافية حول السيناريوهات المستقبلية المحتملة بغية الحد من مخاطر الأمن المائي.

وفي هذا الصدد، كان لابد من خطط إستعجالية للحد من تفاقم ندرة المياه وتسييره، إذ عملت السلطات الجزائرية على توقيف عقد شركة المياه الفرنسية سيوز، نظرا للفشل والتقصير في الأداء يوم 31 أوت 2021، لتستلم الأيادي الجزائرية مهام تسيير هذا المورد بولاية الجزائر والولايات المجاورة لها.

والرؤية الاستشرافية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، تكمن في وضع برنامج وطني يهدف إلى إنشاء خمس محطات جديدة لتحلية المياه البحر لمواجهة التحديات وتلبية حاجيات المواطن، وبلوغ الأمن المائي في فترة وجيزة، ليكون شهر فبراير من سنة 2025 شهر إستلام محطات تحلية المياه كل من تيبازة (فوكة)، وهران (الرأس الأبيض) القابلة للتشغيل، في انتظار محطات كل من بومرداس (كاب جنات)، الطارف (كدية الدراوش)، بجاية (تيغرمت)، لبلوغ قدرة إنتاجية تناهز الـ 3.7 مليون متر مكعب يوميا مما يجعل الجزائر الأولى إفريقيا والثانية عربيا بعد السعودية من حيث تحلية المياه.

ومع استمرار الجزائر في تطوير بنيتها التحتية المائية، فإن هذه المشاريع تمثل خطوه حساسة نحو تحقيق الأمن المائي وضمان التنمية المستدامة.

بقلم بلعور عبد الحكيم