نواب في البرلمان الأوروبي يضعون في القائمة السوداء مكتب أعمال دنماركي استعان به المخزن للترويج لثروات الصحراء الغربية المحتلة

نواب في البرلمان الأوروبي يضعون في القائمة السوداء مكتب أعمال دنماركي استعان به المخزن للترويج لثروات الصحراء الغربية المحتلة

استنكر برلمانيون أوروبيون يمثلون بلدان شمال القارة، استعانة المغرب بمكتب أعمال دنماركي، للترويج في أوروبا للثروة السمكية والمنتجات الزراعية الصحراوية والتي يستغلها المخزن بشكل غير شرعي، معلنين عن إدراج المكتب في القائمة السوداء.

وقال البرلمانيون الأوروبيون في بيان موجه إلى مكتب الأعمال الدنماركي (رود بيدرسن) : “نحثكم على قطع جميع الروابط المباشرة أو غير المباشرة مع الاحتلال غير الشرعي وغير الأخلاقي للأراضي الصحراوية و شعبها، واذا لم تفعلوا سيبقى المكتب على قائمتنا السوداء”.

و أكد البرلمانيون اليساريون بير كلاوسن (الدنمارك) و هانا جيدين (السويد) و يوناس سجوستيدت (السويد) وجوسي سارامو (فنلندا) في بيانهم ان “العمل لصالح قوة احتلال، بشكل مباشر أو غير مباشر, ليس أمرا مستهجنا من الناحية الأخلاقية فحسب، بل إنه يساهم أيضا في عالم غير مستقر”.

واستطردوا : “بصفتنا أعضاء في البرلمان الأوروبي من دول الشمال، نحن على دراية كبيرة بمكتب الأعمال الدنماركي (رود بيدرسن)، ربما بسذاجة كنا نأمل في أن يمتثل لمعايير معينة (…) لكن يبدو أننا كنا مخطئين”.

وقال الممثلون المنتخبون إنهم “فوجئوا وشعروا بالاشمئزاز عندما نبهتهم المنظمات غير الحكومية إلى حقيقة أن المغرب استعان بمكتب (رود بيدرسن) لمساعدته في جهود الضغط فيما يتعلق باتفاقيات التجارة والصيد البحري المثيرة للجدل مع الاتحاد الأوروبي”.

و أوضح البرلمانيون الاوروبيون انه “تم الكشف عن هذه القضية من قبل موقع أفريكا إنتلجنس, الذي كشف في ديسمبر الماضي كيف أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب قام بتكليف مكتب (رود بيدرسن) للضغط في بروكسل، الى جانب وجود العديد من الروابط بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب والحكومة المغربية”، مشيرين الى أن هذه الروابط “تشمل الطريقة التي قام بها (رود بيدرسن) من خلال مكتبه في لندن، بتوظيف ابنة وزير الشؤون الخارجية المغربي”.

ولفت أعضاء البرلمان الأوروبي إلى أن مكتب (رود بيدرسن) نفسه قد أعلن أنه يشارك في “ممارسة الضغط في قضايا التجارة والزراعة” لصالح المغرب، مؤكدين أن المخزن “يحاول باستمرار إبرام اتفاقيات مختلفة مع الاتحاد الأوروبي تشمل استغلال ثروات الصحراء الغربية المحتلة بشكل غير قانوني، على الرغم من عدم اعتراف الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة بشرعية هذه الممارسة”.

كما لفتوا الى أنه “يجب أن ينظر إلى هذا الأمر أيضا في سياق الحكم التاريخي لمحكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي في 4 أكتوبر 2024 والذي يؤكد القرار الصادر في 2021 الذي ألغى اتفاقية الصيد البحري المثيرة للجدل و اتفاقيتي التجارة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لعام 2019” و التي تشمل الصحراء الغربية المحتلة.

وذكر البرلمانيون الأوروبيون في بيانهم الموجه الى مكتب (رود بيدرسن) : “لا ينبغي لنا أن نقولها مرة أخرى، ولكن البضائع القادمة من الأراضي المحتلة بشكل غير شرعي لا يمكن ولا يجب أن تكون موضوعا لاتفاقية تجارية مع الاتحاد الأوروبي”.

وذكروا أيضا بأن “الاحتلال الطويل والقمع و استغلال المغرب للصحراء الغربية بكل بساطة غير شرعي، ويؤكد ذلك أيضا حقيقة أن الأمم المتحدة قد صنفت الصحراء الغربية كإقليم غير متمتع بالحكم الذاتي”، مضيفين أن “هذا هو نوع الاستغلال الذي سنعارضه نحن كسياسيين يساريين دائما”.

و بعث النواب برسالة مباشرة إلى مكتب الأعمال الدنماركي قائلين فيها: “ما تفعلونه, بتمثيلكم للمصالح التجارية بشكل غير مباشر لقوة احتلال، هو أمر غير أخلاقي ويتعارض مع سمعة ومعايير دول الشمال الأوروبي ولا يمكننا ولا نريد أن ندعم ذلك، و عليه نبلغكم بأنه طالما أنكم تستمرون في الدفاع عن مصالح قوة احتلال مثل المغرب، بشكل مباشر أو غير مباشر، فإننا سنرفض الاجتماع بكم, ليس فقط في القضايا المتعلقة بالمغرب أو الصحراء الغربية، بل في كل شيء”.

و أفادوا بأنهم بدأوا في “تشجيع” زملائهم في البرلمان الأوروبي على “تبني نهج مماثل”، مضيفين : “لا ينبغي الترحيب بالاحتلال والمدافعين عنه”.